منتصر عمران يكتب: سد النهضة ورقة انتخابية وخدمة للصهيونية !


هل يُمكن تصوّر الحياة على وجه الأرض دون وجود المياه؟ طبعا الإجابة بكل تأكيد لا.. لا وجود للحياة بمفهومها الواسع بدون مياه.. يقول الله عز وجل " وجعلنا من الماء كل شئ حي"، فالمياه أصل الحياة.
منذ عشر سنوات أثيرت قضية السد النهضة الأثيوبي كقضية حياة أو موت للشعب المصري، ولما لا، ومصر هبة النيل منذ قدم الحياة على كوكب الأرض،
وأصبحت القضية منذ وقت الإعلان عن بدء البناء وهي الشغل الشاغل للمواطن المصري البسيط قبل قبل النخب السياسية.
ونعلم جميعََا أن مصادر المياه متنوعة، ومنها العذب، ومنها المالح وإن كانت نسبة المياه المالحة هي الأعلى بمراحل من المياه العذبة، حيث أن المياه العذبة لا تزيد عن نسبة ١٠% من المياه المالحة ومصادر المياه هي البحار، والمحيطات، والأنهار، والمياه الجوفية ومياه الأمطار.
اقرأ أيضاً
كمال مغيث يكتب: بلابل وحمام وعصافير وكروان الطيور وتغريدها فى الأغنية المصرية
مصر تطلب إيضاحََا رسميََا من الحكومة الإثيوبية بشأن صحة بدء ملء سد النهضة
مصطفى بكري: إثيوبيا تلعب بالنار.. ومصر قد تلجأ مجددََا لمجلس الأمن
بهجت العبيدي: نفوض الرئيس السيسي لاتخاذ كافة الوسائل للحفاظ على حقوق مصر في مياه النيل
كش ملك.. تراجع وزير الري الإثيوبي عن تصريحاته ببدء ملء سد النهضة
وزير الري الإثيوبي: بدأنا تخزين 4.9 مليار متر مكعب.. والصور التي التقطتها وكالات الأنباء لسد النهضة صحيحة
”وقاحة دولة أبرهة”.. رسميََا.. إثيوبيا تعلن بدء الملء الأولي لسد النهضة
منتصر عمران يكتب: هل يلغي رئيس الوزراء شرط جدية التصالح عن المنزل المخالف للمواطن البسيط ؟
حكاية جملة ”من المخابرات المصرية إلى الموساد الإسرائيلي: نشكركم على حسن تعاونكم”
مسؤول بالاتحاد الأفريقي: التغيير الذي سيحدث في السودان من قيام سد النهضة إيجابي
مثقفو مصر يرفضون صفقة نشوى الديب المشبوهة لنقل مسرح البالون والسيرك القومي
منتصر عمران يكتب: الدكتور علي جمعة يهدم أفكار جماعات التكفير من خلال فتوى ابن تيمية
والذي يهمنا نحن كمصريين هو مياه الأمطار، والتي هي أساس تكوين مياه النيل.. والمعلوم عن مياه الأمطار لا تتوافر طوال العام، كما أنّها تتساقط بشكلٍ متفاوت من موسمٍ شتويّ لآخر، وعدم تساقطها يتسبب في الجفاف؛ ومن هنا ظهرت الحاجة إلى إيجاد طرق لتخزين المياه المطرية المتساقطة في موسم الشتاء لإعادة استخدامها في موسم الصيف، فظهر ما يسمّى بالسدّ، مما يعني أن بناء السدود ليس من أجل التهديد والوعيد، وقد عرف علماء المياه والسداد السد بأنه تعريف منشاة هندسية تُبنى بمواصفات محدّدة ومناطق معيّنة بهدف تخزين مياه المطر الهاطة في موسم الشتاء، وغالبا تكون استخدامات مياه السدود في عملية إنتاج الطاقة الكهربائية.
نأتي إلى بناء سد النهضة، فما دام البناء قد اكتمل وأصبح أمر واقع لا يمكن تجاهله، وأصبح الكلام الآن عن كيفية ملأ بحيرة السد وكيفية تشغيله، وهل ستتأثر حصة التاريخية من المياه، وهذا ما تقوم عليه المفاوضات الآن بين الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا، والتي انتهت حتى الآن بدون التوصل إلى اتفاق مشترك، فكل فريق يتمسك بما يراه، وإن كان شق سنوات التخزين والشق القانوني هما العائقين في تحقيق أو توقيع الاتفاق.
ومعظم الخبراء يؤكدون أن عملية التخزين كما يدعيها الجانب الأثيوبي ليست صعبة التحقيق، وإنما يفاوض بها من أجل الابتزاز والدعاية الإنتخابية للحكومة، والمعلوم أن سعة التخزين تقدر ب ٧٥ مليار متر مكعب يمكن تخزينها خلال ٦ شهور فقط، ولكن عندما تأتي شهور الأمطار من شهر مايو وحتى يوليو والتي تقدر كمياتها ب ٥٠ مليار متر مكعب مما يجبر السلطات الإثيوبية لفتح العيون الأربعة للسد، للتخلص من هذه المياه لأن في بقائها أضرار كبيرة بالسد.
وعليه فإن تصريحات المسئولين الإثيوبيين من أن لآخر للبدء في التخزين ما هي إلا رسالة موجه للداخل ودعاية انتخابية لأبي أحمد، علاوة على كونها للتمويل من قبل بعض المنظمات والدول التي لها أغراض في مياه النيل، خدمة للكيان الصهيوني وذلك عن طريق ابتزاز الدولة المصرية بالتهديد لزعزعة الاستقرار الداخلي، لما يعلمون من تأثير نهر النيل على حياة المواطن المصري.
لذا أرى أن قضية سد النهضة حلها سيكون سياسي دبلوماسي، بعيدََا عن الحل العسكري مهما تعقدت المفاوضات.